يا رفيقي.. ذات يوم كانت الدنيا بعيني جميلة ..
كنت أشدو وأغني مثل طير في خميله..
كانت الأيام عندي ضحكات وطفولة..
فجأة.. أرخى الدجى الجاني على الدرب سدوله..
وتوارت أمنياتي خلف أشباح الكهوله..
يا رفيقي .. كان لي حبا أحال العمر عيدا..
كم تحدى الناس والأيام والدنيا جميعا..
كان لا يعرف ذلا وهوانا ..وخضوعا..
فجأة أبصرت هذا الحب مقتولا..صريعا..
وأحال الزمن الغادر دفء أيامي صقيعا..
يا رفيقي.. كان حبي إن تسل عنه عظيما..وقويا..
كان لا يعرف قيدا.. وكان حرا ..وأبيا..
كان مثل اللحن والأنغام عذبا.. وشجيا..
فجأة ..فتحت عيني فما أبصرت شيئا..
لاتسلني.. كيف هذا الحب صار سرابا..
كيف أضحى قصر آمالي خرابا..ويبابا..
لا تسلني..وتمهل سوف اعطيك الجوابا..
كل شي سوف يغدو آخر العمر ..ترابا..
يارفيقي أضحت الأشياء ..في عيني سواء..
قد تساوى عندي الصبح والمساء ..
وغدت كل أماني خواء..
كل ما قد فات أو يأتي ..هباء..
لاتلمني إن رأيت الفجر في عيني خيوطا حالكات...
أو رأيت الروض في شعري ورودا ذابلات..
فأنا بعض سراب وبقايا ذكريات..
وأنا العالم في قلبي مات..